Rechercher dans google

الأحد، 16 يونيو 2013

استثمارات ألمانية بالجزائر في الصناعات الثقيلة والطاقة المتجددة


                                    

ثمّن وزير الخارجيه الالماني غيدو فيسترفيله المستوي الذي وصلت اليه العلاقات الاقتصاديه والتجاريه مع الجزائر، واكد علي ان شركات بلاده تبدي اهتماما كبيرا للاستثمار في العديد من المجالات ذات الصله بالمعرفه والتكنولوجيا بالجزائر.


وقال فيسترفيله خلال زيارته للجزائر نهايه الشهر الماضي بان "المناخ التجاري الجيد امر اساسي بالنسبه للاستثمارات الالمانيه في ألعالم، وذلك يعني وجود اجراءات تتسم بالشفافيه، وقرارات تحترم سياده القانون والالتزام بالعقود، وانا ارحب بالمساعي التي تقوم بها الجزائر من اجل ذلك".

وتشهد العلاقات التجاريه الجزائريه- الالمانيه نموا ملحوظا في السنوات الاخيره، حيث وصل حجم المبادلات التجاريه بين البلدين الي 4 مليارات دولار سنه 2012، ومن المنتظر ان يصل الي 5 مليارات مع نهايه 2013، مقابل 3 مليارات لسنه 2011.

وتتركز الواردات الجزائريه اساسا علي تجهيزات الانجاز التي فاقت قيمتها 2.5 مليار دولار في 2012. بينما تقدر قيمه الصادرات الجزائريه الي المانيا، والمكونه اساسا من منتجات المحروقات، بحوالي 500 مليون دولار.

وتعمل غرفه التجاره والصناعه الالمانيه علي توسيع مجالات الاستثمار في كل من الجزائر والمانيا، حيث تنظم سنويا عشرات الزيارات لرجال الأعمال من البلدين، بهدف تعريفهم بفرص الاستثمار لدي الطرف الاخر. وتضم الغرفه التي تم انشاؤها في 2006 اكثر من 700 جهه مستثمره بينها 500 مؤسسه جزائريه، اغلبها فروع لمؤسسات المانيه عامله بالجزائر، ونحو 200 مؤسسه المانيا.

صُنع في المانيا: رمز للجوده في نظر الجزائريين

ويعول الجزائريون علي الاستثمارات الالمانيه من اجل امتصاص بطاله الشباب والتقليل من الفجوه التكنولوجيه بين البلدين وتدارك التاخر في هذا المجال. وبحسب الخبراء فان هذه الاستثمارات عاليه التاهيل وذات قيمه تكنولوجيه عاليه مقارنه مع استثمارات الدول الاخري.

كما تركز الاستمارات الالمانيه علي المنشاه القاعدية الطويله المدي، خاصه ما يتعلق منها بالسكك الحديديه وقطاع الميكانيك والمنشات الفنيه الكبري، حيث فازت مؤخرا شركه سيمنس بعقد في مجال السكك الحديديه قيمته 68 مليون يورو.

وتعمل الشركه الالمانيه العملاقه في العديد من المجالات بالجزائر بالشراكه مع شركات محليه، حيث تعكف سيمنس علي التحضير لمخطط شامل يسمح بتطوير عده مشاريع في سياق المدينه المستدامه ببنايات ذكيه اقل استهلاكا للطاقه ووسائل نقل اكثر سرعه ونجاحا.

ويبقي مشروع الشراكه الالمانيه- الاماراتيه - الجزائريه في مجال الصناعات الميكانيكيه رائدا في مجاله. ومن المقرر افتتاح مشروع لصناعه السيارات والمحركات واخر للدراجات الناريه وعتاد الاشغال العموميه لصالح وزاره الدفاع الوطني، وسوف تفتح هذه المشاريع افاقا جديده وواعده في العلاقات بين البلدين.

ويبلغ اجمالي قيمه استثمارات تحالف "ابار" و"دايملر" مع عدد من الشركات الالمانيه 720 مليون دولار، وذلك لاقامه ثلاثه مشاريع صناعيه في كل من العاصمه وتيارت وقسنطينه.

المحلل الاقتصادي الجزائري عبد الوهاب بوكروح

ورغم مشاريع الشراكه والاستثمار الطموحه بين الجزائر والمانيا في مختلف المجالات، الا ان مشاكل عديده تواجه المستثمر الالماني بالجزائر، حيث يؤكد عبد الوهاب بوكروح، المحلل الاقتصادي بجريده الشروق، علي ان الاستثمارات الالمانيه بالجزائر كثيره ومتعدده المجالات، لكنها لا تزال في اغلبها حبيسه قاعه الانتظار وانعدام قنوات الاتصال مع الجهات المسؤوله. ويضيف بوكروح لـ DW، بان الامر لا يتعلق بالشركات الالمانيه فقط، بل بكل الاستثمارات بما في ذلك الوطنيه، وهو انعكاس لمناخ غير مشجع علي الاستثمار.

وقد جاء قانون الماليه التكميلي 2009، وقانون الاستثمار الذي اشترط قاعده 51/49 ليعرقل اكثر دخول المستثمرين الالمان للجزائر "لان الشركات الالمانيه تتمتع بحوكمه عاليه، ولا يمكنها العمل في بيئه فاسده"، حسب قوله.

مشروع ديزيرتك لاستغلال الطاقة الشمسية وطاقه الرياح بين شمال البحر المتوسط وجنوبه

وتبقي الطاقه ايقونه الاستثمارات الالمانيه بالجزائر، حيث يسعي الطرفان الي اقامه شراكه مستدامه في مجال الطاقات المتجدده. وقد شرعت شركه سونلغاز الجزائريه في صناعه معدات وتجهيزات تدخل في انتاج هذه الطاقه بالشراكه مع شركات المانيا متخصصه. وتسعي الجزائر لنقل التكنولوجيا الحديثة في استغلال الطاقة المتجددة من المانيا، التي تعد الرائد في العالم في هذا المجال.

وقد تم الاتفاق بين الطرفين نهايه عام 2010 علي تنفيذ مشروع "ديزيرتيك" للطاقه النظيفه، ويرمي المشروع الذي تبلغ قيمته 450 مليار يورو، والذي بادرت به 12 مؤسسه اوروبيه اغلبها المانيه، الي انجاز شبكه من المحطات الشمسيه في شمال افريقيا والشرق الاوسط.

ويطمح اصحاب المشروع الي تغطيه حاجيات منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا من الكهرباء في افاق سنه 2050، وتزويد اوروبا بـ 15 بالمئه من احتياجها للطاقه.

السيد الصالحي، مدير شركه سامش

ويري بوكروح فرصا مهمه للاستثمار في مجال الطاقه والمناجم لدي الشركات الالمانيه، لانها تملك تكنولوجيا عالية الدقه ومرغوبه لدي الشريك الجزائري. فمثلا من بين 150 حفاره تعتزم شركه "سونطراك" النفطيه شراءها، فان 10 بالمائه منها صنعت في المانيا.

عدد المشاهدات